لفترة طويلة (بقدر ملايين السنين) كان الناس يحفظون طعامهم بطرق مختلفة مثل التمليح، التجفيف وتغطية الطعام بالعسل بهدف استخدام المواد الغذائية لفترة أطول. وبالتالي، في تاريخ المربى، تم إنتاج أولى المربيات قبل القرن الحادي عشر في الشرق الأوسط حيث تم استخدام العسل لتحلية هذه المربيات، ولكن بعد اكتشاف السكر، تمكنت هذه المادة الحلوة بسرعة من التفوق على العسل في إعداد المربى.

في هذه التدوينة، نعتزم القيام برحلة مثيرة إلى تاريخ المربى، هذا الطعام اللذيذ والمليء بالطاقة، فلا تفوتوا مقال اليوم من الصناعات الغذائية شانا!

من أين جاءت كلمة مربى أو مارمالاد؟

مارمالاد يعود أصله إلى الكلمة البرتغالية "marmelada" بمعنى "مربى المارملو"، والتي تم ترجمتها إلى الإسبانية. يوجد مصطلح "melmelon" في العديد من الكتابات اليونانية القديمة ويعني التفاح العسلي، حيث كانت أولى المربيات تُصنع من الفواكه المطبوخة والعسل.

أول وصفة للمربى

في تاريخ المربى، تم ذكر أول وصفة لإعداد المربى باستخدام العسل في أقدم كتاب طهي متبقي من العصور القديمة المعروف باسم "فن الطهي - De Re Coquinaria" ويعتقد أن تاريخ هذا الكتاب يعود إلى أواخر القرن الرابع أو أوائل القرن الخامس، وينسب إلى ماركوس غاويوس (ربما اسم مستعار لهذا الشخص).

دخول السكر إلى أوروبا

في العصور القديمة، كان العسل هو المحلي الوحيد المستخدم لإنتاج المربى، ولكن بعد اكتشاف السكر، أصبحت هذه المادة بديلاً للعسل وسرعان ما تحولت إلى المكون الرئيسي في إنتاج هذا المنتج.

خلال الحروب الصليبية (من عام 1095 إلى 1492)، أدخل الجنود السكر وتقنية صنع المربى من الشرق الأوسط إلى أوروبا الغربية، مما أدى إلى شعبية المربى وسهولة عملية الطهي وزيادة إنتاجه في تاريخ المربى.

لكن ارتفاع أسعار السكر خلال الحروب الصليبية والسنوات التي تلتها يعني أن العائلات الملكية والنخبة فقط كانت قادرة على استخدام المربى والاستمتاع به.

تاريخ المربى في القرن السادس عشر

في تاريخ المربى، تم تقديم عالم الفلك والطبيب الفرنسي، نوستراداموس، كأحد المشجعين المعروفين للمربى، لدرجة أنه كتب رسالة حول ذلك. تم نشر الرسالة "ترتيب المربى" في عام 1555 ولكن تاريخ النسخة المخطوطة يعود إلى عام 1552. هذا الكتاب يعتمد على المعرفة التي اكتسبها نوستراداموس قبل بدء دراسته للحصول على دكتوراه في الطب في مونبلييه في عام 1529 حول المربى.

لكن يُعتقد أن أول مارمالاد تم اختراعه في عام 1561 بواسطة طبيب ماري ملكة اسكتلندا. استخدمت البرتقال المهروس والسكر كعلاج للدوار، على الرغم من أنه تم الإشارة في كتاب "الطبخ الطبي" الذي كتبه نوستراداموس إلى وصفة لإعداد قشر البرتقال المحلى.

لذا في تلك الأوقات، كان السكر والمربى يعتبران سلعة فاخرة، حتى الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، لم يكن بإمكان الناس العاديين استخدامها. بعد الثورة الصناعية وفي استمرار تاريخ المربى، تمكن الناس أخيرًا من استخدام السكر في الطهي ولتحلية الشاي والقهوة. كما ازدهر إنتاج المربى على نطاق واسع في هذا الوقت وبلغ ذروته في العقود اللاحقة.

تاريخ المربى في أمريكا

أصبح جون تشابمان (المعروف باسم جوني أبلسيد) أول شخص في تاريخ المربى يساعد في إدخال المربى إلى الولايات المتحدة. زرع تشابمان العديد من أشجار التفاح في جميع أنحاء غرب الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر على أمل أن يتمكن الناس من صنع المربى في منازلهم.

كان جيروم مونرو إسمكر من أوهايو هو الشخص الوحيد الذي أنشأ مطحنة للتفاح في عام 1897 وافتتحها مع الفواكه من الأشجار التي زرعها تشابمان. بعد بضع سنوات، بدأ هو وزوجته في إعداد زبدة التفاح (نوع من صلصة التفاح الحلوة التي تُصنع بالسكر) وبيعها من عربة الخيول الخاصة بهم.

في عام 1918، بدأت الشركة الأمريكية Welch’s في إنتاج أول منتج مربى لها باسم Grape lade، وتم شراء جميع المربيات المنتجة من قبل الجيش الأمريكي وإرسالها للجنود خلال الحرب العالمية الأولى. في تاريخ المربى، يُذكر أن الطلب الكبير من الجنود العائدين من الحرب جعل إنتاج المربى يحظى باهتمام كبير. ثم في عام 1923، أطلقت "Welch’s" جيلي العنب الخاص بها تحت اسم Concord والذي لا يزال يتم إنتاجه حتى اليوم.

تاريخ المربى في الحرب العالمية الثانية

أدى تقنين المواد الغذائية والتأثير العام للحرب العالمية الثانية على المواد الغذائية في تاريخ المربى إلى قلق شديد بشأن نقص المواد الغذائية، لكن أعضاء مؤسسة النساء جاءوا للمساعدة في مواجهة هذه المشكلة، حيث تم تقديم مساعدة مالية قدرها 1400 جنيه لشراء السكر لإنتاج المربى في عام 1940، وتمكنوا من الحفاظ على كمية كبيرة من الفواكه بمساعدة السكر لفترة أطول ومنع فساد الفواكه.

ثم تم إنشاء مراكز لتخزين الفواكه والمربى في مطابخ المزارع والقرى وحتى الحظائر، والتي كانت تُدار أساسًا من قبل متطوعين من المجتمع، بحيث بين عامي 1940 و 1945، كان هناك أكثر من 5300 طن من الفواكه في هذه المراكز مما أدى إلى إنتاج أكثر من 1600 طن من المربى.

الكلمة الأخيرة

نظرة على تاريخ المربى ورحلة عبره بالتأكيد ستجعلنا نقدر المربى بنكهات متنوعة وفي الفئات التي يتم إنتاجها اليوم أكثر.

تاريخ المربى غني وواسع، بدءًا من العائلات الملكية الأوروبية التي كانت الوحيدة التي يمكنها استخدامه، إلى قوات الجيش التي استخدمته للحفاظ على نفسها وإشباع جوعها أثناء الحرب، وصولاً إلى المهاجرين الأوائل الذين وثقوا به بسبب قيمته الغذائية في أوقات ندرة الطعام.

تاريخ مربى

أواني الألمنيوم وتاريخها

مسحوق غسيل الملابس آسوریک، منتج جديد مرواريد هامون

مقدمة نظام الري بالرش وأنواعه

معلومات مثيرة عن السجاد الإيراني