انتشار السكري

أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن السكري وباء خفي، نظرًا للإحصائيات والاتجاه المتزايد في جميع أنحاء العالم، ودعت جميع دول العالم لمواجهة هذا الوباء منذ عام ١٩٩٣. وفقًا لإحصائيات الاتحاد الدولي للسكري (IDF)، فإن واحدًا من كل ١٢ شخصًا مصاب بالسكري، ومن بين كل شخصين مصابين بالسكري، هناك شخص واحد غير مدرك لمرضه. بلغ عدد المصابين بالسكري في عام ٢٠٢١ حوالي ٥٣٧ مليون شخص، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى ٧٨٣ مليونًا بحلول عام ٢٠٤٥. في عام ٢٠١٤، كانت التكاليف الطبية الناتجة عن السكري ٦١٢ مليار دولار.

تعتبر إيران من بين ٥ دول الأولى من حيث عدد المصابين بالسكري في منطقة غرب آسيا. وفقًا لإحصائيات IDF، في عام ٢٠٢١، كان هناك أكثر من ٥.٥ مليون شخص في إيران مصابين بالسكري. تختلف معدلات انتشار مرض السكري في مناطق مختلفة من إيران. وفقًا للدراسات المنجزة، فإن أعلى معدل انتشار لمرض السكري يوجد في مدينة يزد.

أنواع مرض السكري

بشكل عام، يتم تصنيف السكري إلى ٤ أنواع: السكري من النوع ١، السكري من النوع ٢، سكري الحمل، والسكري الثانوي.

السكري من النوع ١

السكري من النوع ١، الذي كان يُعرف سابقًا بالسكري المعتمد على الأنسولين، يمثل ٥ إلى ١٠ في المئة من إجمالي حالات السكري المُشخصة، ويظهر غالبًا في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن ٣٠ عامًا (على الرغم من أنه قد يحدث في أي سن) ويعود ذلك إلى تدمير خلايا إفراز الأنسولين ونتيجة لذلك نقص هذا الهرمون. يجب على الأشخاص المصابين بهذا النوع من السكري تأمين الأنسولين اللازم لجسمهم من خلال الحقن اليومية منذ لحظة التشخيص.

السكري من النوع ٢

يظهر السكري من النوع ٢ بشكل أكبر لدى البالغين الذين تزيد أعمارهم عن ٣٠ عامًا والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة، ويشكل ٩٠-٩٥ في المئة من إجمالي حالات السكري. كان يُعرف سابقًا بهذا النوع من السكري السكري غير المعتمد على الأنسولين (سيتم مناقشته بالتفصيل لاحقًا).

سكري الحمل

هو السكري الذي يتم تشخيصه أثناء الحمل في بعض النساء، ويحدث في المتوسط في ٧ في المئة من إجمالي حالات الحمل. عادةً ما يكون هذا النوع من السكري عابرًا ويتحسن بعد انتهاء الحمل. الأشخاص المصابون بسكري الحمل يكونون لاحقًا معرضين لخطر الإصابة بالسكري من النوع ٢.

السكري الثانوي

السكري الناتج عن متلازمات وراثية معينة، بعض العمليات الجراحية، بعض الأدوية (مثل الكورتيكوستيرويدات)، سوء التغذية، بعض العدوى أو الأمراض الأخرى.

السكري من النوع ٢

يحدث السكري من النوع ٢ نتيجة عدم قدرة الجسم على إنتاج كمية كافية من الأنسولين أو عدم القدرة على استخدام الأنسولين المنتج بشكل فعال، وتسمى هذه الحالة مقاومة الأنسولين. هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى تقليل حساسية الخلايا تجاه الأنسولين، ولا يزال العديد منها غير معروف. يُقال إن قلة النشاط البدني، السمنة، العادات الغذائية غير الصحية، التوتر والضغوط النفسية هي من العوامل المؤثرة.

عوامل الإصابة بالسكري من النوع ٢

العوامل التالية تزيد من فرص الإصابة بالسكري:

زيادة العمر (أكثر من ٤٠ عامًا)

نمط حياة قليل الحركة

عادات غذائية غير صحية

زيادة الوزن والسمنة (خصوصًا السمنة البطنية)

اضطراب الدهون في الدم

ارتفاع ضغط الدم

تاريخ الإصابة بسكري الحمل

تاريخ ولادة طفل بوزن أكثر من ٤ كيلوغرامات

تاريخ الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات

متلازمة مقاومة الأنسولين

تناول بعض الأدوية مثل الكورتيزون

التدخين

العرق

عامل السكري

أعراض السكري من النوع ٢

يبدأ السكري من النوع ٢ بشكل بطيء، وأشهر علامة أولية له هي عدم وجود أعراض. نسبة كبيرة من المصابين بالسكري من النوع ٢ (حوالي نصفهم) لا يدركون مرضهم، ولا يمكن تشخيص مرضهم إلا من خلال إجراء الفحوصات. الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل:

العطش وكثرة الشرب

الجوع وكثرة الأكل

تكرار التبول (كثرة التبول)

التعب الشديد غير المبرر

فقدان الوزن المفرط

أعراض السكري

ما قبل السكري

مرحلة ما قبل السكري هي المرحلة التي تكون فيها مستويات السكر في الدم أعلى من الحد الطبيعي ولكنها ليست كافية لتشخيص السكري. تُعرف هذه المرحلة، التي تحدث في المسار الطبيعي لمرض السكري من النوع ٢، باضطراب تحمل الجلوكوز أو ما يُعرف بمرحلة ما قبل السكري. على الرغم من أن معظم الأشخاص الذين يعانون من ما قبل السكري لا تظهر عليهم أعراض معينة، إلا أنه قد تظهر بعض الأعراض المذكورة أعلاه. هؤلاء الأشخاص في الواقع أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع ٢. يمكن تشخيص هذه المرحلة بسهولة باستخدام طرق تشخيصية بسيطة.

يمكن للأشخاص الذين يعانون من ما قبل السكري تأخير الإصابة بالسكري من النوع ٢ بشكل كبير من خلال تغيير نمط حياتهم الذي يشمل التغذية السليمة، فقدان الوزن والنشاط البدني المنتظم.

فحص السكري

يجب على المتخصصين في الرعاية الصحية تشجيع الأفراد على إجراء فحوصات منتظمة للسكري. هذه المسألة مهمة بشكل خاص في المجموعات التي تكون في خطر أكبر. بسبب الزيادة الملحوظة في السكري من النوع ٢ لدى الأطفال، توصي ADA بإجراء الفحص في الفئات التي تكون معرضة لخطر الإصابة.

تشخيص السكري من النوع ٢

الطرق العادية لتشخيص السكري تشمل اختبارات الكيمياء الحيوية للسكر في الدم والبول. عادةً ما يطلب الطبيب نوعين من الاختبارات لتشخيص السكري الخفي؛ اختبار سكر الدم الصائم (FBS) أو (FPG) واختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT).

اختبار سكر الدم الصائم

يتم قياس سكر الدم بعد ساعتين من تناول ٧٥ جرامًا من الجلوكوز. تشير القيم التي تزيد عن ٢٠٠ ملغ/دل إلى السكري. هذه الطريقة مكلفة وأقل فعالية.

حالة نتيجة اختبار تحمل الجلوكوز (OGTT)

طبيعي أقل من ١٤٠ ملغ/دل

اضطراب تحمل الجلوكوز بين ١٤٠ ملغ/دل و ١٩٩ ملغ/دل

سكري أكثر من ٢٠٠ ملغ/دل

اختبار السكر

اختبار الهيموجلوبين A1C يقيس كمية الهيموجلوبين المرتبط بالجلوكوز، والذي يُستخدم اليوم كمعيار للتشخيص وأيضًا كمعيار للتحكم في السكري. تُعتبر القيم من ٥.٧ إلى ٦.٤ ما قبل السكري، وما فوق ٦.٥ يُعتبر سكري.

مضاعفات السكري

يمكن أن تؤدي المستويات العالية من الجلوكوز في الدم إلى إلحاق الضرر بأجزاء مختلفة من الجسم، وخاصة القلب، والأوعية الدموية، والكلى، والجهاز العصبي، والجهاز التناسلي، والجلد. يساعد الوعي بمضاعفات هذا المرض الأشخاص المصابين، والأشخاص المعرضين للخطر، وكذلك المحيطين بهم على بذل المزيد من الجهد في متابعة والوقاية من المرض، مما يؤدي إلى تأخير مضاعفات المرض.

تنقسم مضاعفات السكري إلى مجموعتين: قصيرة الأمد وطويلة الأمد:

مضاعفات قصيرة الأمد (حادّة) للسكري

نقص سكر الدم أو انخفاض مستوى السكر في الدم

عندما يصل مستوى السكر في الدم إلى أقل من الحد الطبيعي (أقل من ٧٠ ملغ/دل)، تظهر أعراض انخفاض السكر في الدم، والتي تحدث عادةً بسبب حقن جرعة زائدة من الأنسولين أو تناول بعض الأدوية المخفضة للسكر، أو حتى تداخل الأدوية، وزيادة النشاط البدني أو الرياضة، أو تأخير تناول الطعام أو حذف الوجبات.

تشمل الأعراض التحذيرية:

الشعور بالجوع

الارتعاش

التعرق

الغضب والارتباك

خفقان القلب وسرعة النبض

ارتعاش الشفاه

تشوش الرؤية

بعض الأشخاص قد يعانون من نقص سكر الدم أثناء النوم، وتشمل أعراض نقص سكر الدم الليلي: النوم السيء، الكوابيس، الصراخ، التعرق الشديد، والشعور بالتعب والتهيج العالي عند الاستيقاظ.

ماذا يجب أن تفعل عند انخفاض مستوى السكر في الدم؟

يجب تناول مواد سكرية سريعة التأثير مثل نصف كوب من عصير الفاكهة، أو ثلاث قطع من السكر، أو ملعقة كبيرة من العسل في نصف كوب من الماء، أو بعض قطع الحلوى. إذا لم تشعر بتحسن بعد ١٥ دقيقة، يجب تكرار هذا الإجراء.

احرص دائمًا على حمل مادة غذائية حلوة مثل الحلوى في الخارج لاستخدامها في حالات انخفاض مستوى السكر في الدم.

ارتفاع سكر الدم أو زيادة مستوى السكر في الدم

يُقال إن ارتفاع سكر الدم هو الحالة التي يصل فيها مستوى السكر في الدم إلى أكثر من ٢٤٠ ملغ/دل ويظل مرتفعًا. عندما يحدث ارتفاع سكر الدم، فهذا يدل على أن المرض قد خرج عن السيطرة. يحدث ارتفاع سكر الدم ببطء، وغالبًا ما لا يكون هناك مشكلة طارئة، ولكن إذا ظل مستوى السكر في الدم مرتفعًا لفترة طويلة، فقد يصبح خطرًا. إذا لم يتم السيطرة على هذه الحالة، سيشعر الشخص مرة أخرى بالأعراض التي كانت موجودة في بداية تشخيص السكري.

يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الطعام، وخاصة المواد السكرية، نسيان تناول الأنسولين أو الأدوية الفموية، الضغوط النفسية، الإصابات الجسدية، العمليات الجراحية، العدوى، وحتى الإصابة بأمراض شائعة مثل الزكام، والإنفلونزا، والإسهال، والقيء، والحمى، وكذلك تناول بعض الأدوية مثل الأدوية الكورتيزونية والمدرات إلى حدوث ارتفاع سكر الدم، مما يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد خطيرة مثل مشاكل القلب والأوعية الدموية، والأضرار الكلوية، والأضرار البصرية، وغيرها.

يعتبر ارتفاع سكر الدم من هذه الناحية أنه يمكن أن يؤدي إلى غيبوبة سكري، وهي مرحلة حساسة جدًا وتعتبر حالة طبية طارئة.

ماذا يجب أن تفعل عند زيادة مستوى السكر في الدم؟

حاول شرب كميات كبيرة من السوائل غير السكرية، وبعد قياس مستوى السكر في الدم، استشر طبيبك أو أخصائي التغذية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

حمى أعلى من ٣٨ درجة مئوية لمدة ٢٤ ساعة

ارتفاع سكر الدم المستمر أكثر من ٣٠٠ ملغ/دل

إسهال مستمر (أكثر من ٨ ساعات)

قيء وعدم القدرة على تناول السوائل لأكثر من ٤ ساعات

شعور بالمرض والضيق لأكثر من ٢٤ ساعة

ألم شديد في البطن، صعوبة في التنفس أو دوار

مضاعفات طويلة الأمد (مزمنة) للسكري

لقد ثبت الآن أن السكر الزائد الموجود في الجسم يمكن أن يتحول إلى مواد أخرى، تؤثر هذه المواد على جدران الأوعية والأعصاب المحيطية وتعيق وظائفها الطبيعية. تحدث هذه الحالة في جميع أنحاء الجسم، ولكن آثارها تكون أكثر وضوحًا في العينين، والقلب، والكلى، والقدمين.

مشاكل بصرية

تشوش الرؤية، المياه البيضاء، المياه الزرقاء، اعتلال الشبكية (تلف الشبكية) والعمى.

يُعتبر السكري أحد الأسباب الأربعة الرئيسية للعمى في العالم.

أمراض القلب والأوعية الدموية

الذبحة الصدرية، النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

مرضى السكري الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة بكثير للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكلى والسكتات الدماغية مقارنة بالآخرين.

أضرار عصبية

القدم السكري (تكوين جروح في القدم)، اضطرابات هضمية واعتلال المعدة (اضطراب في وظيفة المعدة)، مشاكل في البول ومشاكل جنسية (ضعف جنسي لدى الرجال، والعدوى المهبلية والجماع المؤلم لدى النساء).

يجب أن نتذكر أن القدم السكري هي واحدة من أخطر مضاعفات السكري التي يمكن أن تؤدي إلى بتر قدم الشخص، لذا يجب على جميع المرضى الخضوع لفحوصات منتظمة لتشخيص الحالات عالية الخطورة في القدم، وتلقي التعليمات اللازمة حول كيفية العناية بأقدامهم.

مشاكل كلوية

اعتلال الكلى والفشل الكلوي.

تتدخل مستويات السكر في الدم وضغط الدم في ظهور المضاعفات الكلوية. لذلك، كلما كانت السيطرة على السكر وضغط الدم أفضل، كانت احتمالية ظهور هذه المضاعفات أقل.

مشاكل جلدية

الجروح، العدوى، البقع الجلدية والحكة.

مشاكل الفم والأسنان

عدوى اللثة، تسوس الأسنان وتحرك الأسنان.

علاج السكري من النوع ٢

يتكون علاج السكري بشكل عام من تحقيق مستوى طبيعي أو قريب من الطبيعي من السكر في الدم ومنع المضاعفات الطويلة الأمد للسكري. بشكل عام، يشمل العلاج بالأدوية والعلاج الغذائي.

تشمل الأسس الخمسة الرئيسية لعلاج السكري: التعليم، العلاج الدوائي، العلاج الغذائي، النشاط البدني، ومراقبة مستوى السكر في الدم يوميًا.

العلاج الدوائي

يشمل العلاج الدوائي للسكري استخدام الأدوية الفموية والأدوية الحقنية مثل الأنسولين.

تعمل الأدوية الفموية على تحفيز خلايا إنتاج الأنسولين في البنكرياس، وتقليل مقاومة الجسم للأنسولين، أو من خلال إبطاء عملية امتصاص السكر من الجهاز الهضمي، للتحكم في مستوى السكر في الدم. عادةً، يتم وضع الأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم بالسكري تحت نظام غذائي وتعديل نمط الحياة لفترة من الزمن إذا لم يكن مستوى السكر في الدم مرتفعًا بشكل كبير، وبعد ذلك، إذا لم يتم التحكم في مستوى السكر، يبدأ استخدام الأدوية المضادة للسكري. قد يستخدم الطبيب مجموعة من الأدوية.

غليبينكلاميد

ميتفورمين

أكاربوز

بيوجليتازون

ريباغلينييد

يعمل غليبينكلاميد على تحفيز إنتاج وإفراز الأنسولين من البنكرياس مما يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم إذا كان المريض لديه قدرة معينة على إنتاج الأنسولين. يُعتبر ميتفورمين فعالًا في علاج السكري من خلال تقليل الجلوكوز الكبدي، وتأخير امتصاص الجلوكوز، وتقليل مقاومة الأنسولين، وكذلك من خلال تقليل الشهية واستقرار الوزن. يُعتبر أكاربوز أيضًا دواء قد يتم وصفه أحيانًا، حيث يؤخر امتصاص الكربوهيدرات المهضومة مما يؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم بشكل أبطأ.

تناول الأنسولين والأقراص الفموية كما وصف الطبيب، وتجنب تغيير الجرعة دون استشارة

داء السكري من النوع ٢؛ من صفر إلى مئة

التقدم في تكنولوجيا الأواني البلاستيكية

أكياس سحاب

WINIW تفاؤل التجارة الداخلية للسيارات

نظرة جديدة إلى وصلات البولي إيثيلين الحقن